فصل: (سورة القلم: آية 46)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{سالمون}، جمع سالم، اسم فاعل من الثلاثيّ سلم باب فرح، وزنه فاعل.

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {يوْم يُكْشفُ عنْ ساقٍ}.
وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب، لأن من وقع في شيء يحتاج إلى الجدّ شمر عن ساقه.
التنكير: في قوله تعالى: {ساق}.
حيث جاءت ساق منكّرة، للدلالة على أنه أمر مبهم في الشدة، منكر خارج عن المألوف.
السرّ في نسبة الخشوع إلى الأبصار: في قوله تعالى: {خاشِعة أبْصارُهُمْ}.
وذلك لظهور أثره فيها، فما في القلب يعرف من العين، فهو مجاز عقلي.

.[سورة القلم: الآيات 44- 45]

{فذرْنِي ومنْ يُكذِّبُ بِهذا الْحديث سنسْتدْرِجُهُمْ مِنْ حيْثُ لا يعْلمُون (44) وأُمْلِي لهُمْ إِنّ كيْدِي متِينٌ (45)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة {من} موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم في (ذرني)، {بهذا} متعلّق ب {يكذّب}، {الحديث} بدل من اسم الإشارة مجرور- أو عطف بيان عليه- (السين) للاستقبال {حيث} اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {نستدرجهم}، {لا} نافية.
جملة: {ذرني...} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كانت أحوالهم كذلك فذرني...
وجملة: {يكذّب...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {سنستدرجهم...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لا يعلمون...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
45- (الواو) عاطفة {لهم} متعلّق بـ {أملي}...
وجملة: {أملي لهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {سنستدرجهم}.
وجملة: {إنّ كيدي متين}. لا محلّ لها تعليليّة...

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وأُمْلِي لهُمْ إِنّ كيْدِي متِينٌ}.
حيث سمى إمهاله إياهم، ومرادفة النعم والآلاء عليهم، كيدا لأنه سبب التورط والهلاك، لأن حقيقة الكيد ضرب من الاحتيال، لكونه في صورته، حيث أنه سبحانه يفعل معهم ما هو نفع لهم ظاهرا، ومراده عز وجل به الضرر، لما علم من خبث جبلتهم، وتماديهم في الكفر والكفران.

.[سورة القلم: آية 46]

{أمْ تسْئلُهُمْ أجْرا فهُمْ مِنْ مغْرمٍ مُثْقلُون (46)}.

.الإعراب:

{أم} منقطعة بمعنى بل والهمزة (الفاء) تعليليّة {من مغرم} متعلّق بـ {مثقلون}...
جملة: {تسألهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم... مثقلون} لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة القلم: آية 47]

{أمْ عِنْدهُمُ الْغيْبُ فهُمْ يكْتُبُون (47)}.

.الإعراب:

{أم} مثل المتقدّمة، {عندهم} ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {الغيب} (الفاء) عاطفة.
جملة: {عندهم الغيب...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم يكتبون...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يكتبون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

.[سورة القلم: الآيات 48- 50]

{فاصْبِرْ لِحُكْمِ ربِّك ولا تكُنْ كصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وهُو مكْظُومٌ (48) لوْ لا أنْ تداركهُ نِعْمةٌ مِنْ ربِّهِ لنُبِذ بِالْعراءِ وهُو مذْمُومٌ (49) فاجْتباهُ ربُّهُ فجعلهُ مِن الصّالِحِين (50)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {لحكم} متعلّق بـ {اصبر} بتضمينه معنى اخضع {الواو} عاطفة (لا) ناهية جازمة (كصاحب) متعلّق بخبر تكن، بحذف مضاف، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالمضاف المقدّر أي كحال صاحب الحوت وقت ندائه (الواو) حاليّة.
جملة: {اصبر...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وقعت في ضيق فاصبر...
وجملة: {لا تكن...} في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: {نادى...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هو مكظوم} في محلّ نصب حال.
49- {لولا} حرف شرط غير جازم {أن} حرف مصدريّ {تداركه} مضارع منصوب، حذفت منه إحدى التاءين، و(الهاء) مفعول به {من ربّه} متعلّق بنعت لـ {نعمة}، (اللام) رابطة لجواب لولا {بالعراء} متعلّق بـ {نبذ} و(الباء) للظرف (الواو) حاليّة.
والمصدر المؤوّل: {أن تداركه...} في محلّ رفع مبتدأ... والخبر محذوف.
جملة: {لولا (تدارك) نعمة ربّه...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تداركه نعمة...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {نبذ...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {هو مذموم...} في محلّ نصب حال.
50- (الفاء) عاطفة في الموضعين {من الصالحين} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: {اجتباه ربّه...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {لولا أن}...
وجملة: {جعله من الصالحين} لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه.

.الصرف:

(48) {مكظوم}: اسم مفعول من الثلاثيّ كظم، وزنه مفعول.

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وهُو مذْمُومٌ}.
مجاز مرسل، لأن اللوم في الحقيقة سبب للذم، فالعلاقة السببية.

.[سورة القلم: الآيات 51- 52]

{وإِنْ يكادُ الّذِين كفرُوا ليُزْلِقُونك بِأبْصارِهِمْ لمّا سمِعُوا الذِّكْر ويقولون إِنّهُ لمجْنُونٌ (51) وما هُو إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالمِين (52)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {إن} مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة {بأبصارهم} متعلّق بـ {يزلقونك}، {لمّا} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوحيد...
جملة: {يكاد الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة...
وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} وجملة: {يزلقونك...} في محلّ نصب خبر يكاد وجملة: {سمعوا...} في محلّ جرّ مضاف إليه... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي كادوا يزلقونك.
وجملة: {يقولون...} في محلّ نصب معطوفة على جملة يزلقونك وجملة: {إنّه لمجنون} في محلّ نصب مقول القول.
52- (الواو) حاليّة (ما) نافية مهملة {إلّا} للحصر {للعالمين} متعلّق بـ {ذكر}.
وجملة: {ما هو إلّا ذكر...} في محلّ نصب حال. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(68) سورة القلم:
مكيّة.
وآياتها ثنتان وخمسون.
بسم اللّه الرحمن الرحيم

.[سورة القلم: الآيات 1- 7]

{ن والْقلمِ وما يسْطُرُون (1) ما أنْت بِنِعْمةِ ربِّك بِمجْنُونٍ (2) وإِنّ لك لأجْرا غيْر ممْنُونٍ (3) وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ (4) فستُبْصِرُ ويُبْصِرُون (5) بِأيِّكُمُ الْمفْتُونُ (6) إِنّ ربّك هُو أعْلمُ بِمنْ ضلّ عنْ سبِيلِهِ وهُو أعْلمُ بِالْمُهْتدِين (7)}

.الإعراب:

{ن والْقلمِ وما يسْطُرُون} {ن} تقدم القول في إعراب فواتح السور، ونضيف ما قاله الزمخشري في الرد على المتعسفين، قال: هذا الحرف من حروف المعجم وأما قولهم هو الدواة فما أدري أهو وضع لغوي أم شرعي ولا يخلو إذا كان اسما للدواة من أن يكون جنسا أو علما فإن كان جنسا فأين الإعراب والتنوين وإن كان علما فأين الإعراب وأيّهما كان فلابد له من موقع في تأليف الكلام فإن قلت هو مقسم به وجب إن كان جنسا أن تجرّه وتنوّنه ويكون القسم بدواة منكرة مجهولة كأنه قيل ودواة والقلم، وإن كان علما أن تصرفه وتجرّه أو لا تصرفه وتفتحه للعملية والتأنيث وكذلك التفسير بالحوت إما أن يراد نون من النينان أو يجعل علما للبهموت الذي يزعمون والتفسير باللوح من نور أو ذهب والنهر في الجنة. وأكد أبو حيان أنه لا يصحّ شيء من ذلك.
و الواو حرف قسم وجر و{القلم} مقسم به والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم وأقسم تعالى بالقلم تعظيما لأمره وتنويها بشأنه ولما فيه من الفوائد والمنافع التي لا يحيط بها الوصف أي فالمراد به جنس القلم الشامل للأقلام التي يكتب بها، قال تعالى: {وربك الأكرم الذي علّم بالقلم} وبأنه ينتفع به كما ينتفع بالمنطق ولهذا قيل: القلم أحد اللسانين. والواو حرف عطف و{ما} موصولة أو مصدرية وعلى كل حال هي معطوفة على {القلم} فأقسم أولا بالقلم ثم بسطر الملائكة أو بمسطورهم فالمقسم به شيئان على ثلاثة أشياء نفي الجنون عنه وثبوت الأجر له وكونه على الملّة الحنيفية السمحاء.
{ما أنْت بِنِعْمةِ ربِّك بِمجْنُونٍ} جملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم و{ما} نافية حجازية و{بنعمة ربك} متعلقان بمعنى النفي المدلول عليه بما والباء للسبب والباء حرف جر زائد ومجنون مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما والمعنى انتفى عنك الجنون بسبب إنعام ربك عليك بالنبوّة وغيرها، وسيأتي مزيد بيان لتعلق الجار والمجرور والظرف بمعنى النفي في باب الفوائد.
{وإِنّ لك لأجْرا غيْر ممْنُونٍ} الواو حرف عطف والجملة وما بعدها عطف على جملة جواب القسم فهما من جملة المقسم عليه كما تقدم آنفا {وإن} حرف مشبه بالفعل و{لك} خبرها المقدم واللام المزحلقة وأجرا اسمها و{غير ممنون} نعت أي غير مقطوع.
{وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ} إن واسمها واللام المزحلقة وعلى خلق خبر و{عظيم} نعت.
{فستُبْصِرُ ويُبْصِرُون} الفاء استئنافية والسين حرف استقبال وتبصر فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنت {ويبصرون} عطف على ستبصر.
{بِأيِّكُمُ الْمفْتُونُ} اختلف المعربون فيها اختلافا شديدا ونورد أرجح الأقوال وهي أربعة: 1- أن الباء مزيدة في المبتدأ والتقدير أيّكم المفتون فزيدت الباء كزيادتها في نحو بحسبك زيد.
2- أن الباء بمعنى في فهي ظرفية كقولك زيد بالبصرة أي فيها والمعنى في أيّ فرقة وطائفة منكم المفتون.
3- أنه على حذف مضاف أي بأيّكم فتن المفتون فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وتكون الباء سببية.
4- أن {المفتون} مصدر جاء على مفعول كالمعقول والميسور والتقدير بأيّكم الفتون والجملة على كل حال في محل نصب معمولة لما قبلها لأنه معلق بأداة الاستفهام وسيأتي مزيد بحث في هذا الصدد في باب الفوائد.
{إِنّ ربّك هُو أعْلمُ بِمنْ ضلّ عنْ سبِيلِهِ وهُو أعْلمُ بِالْمُهْتدِين} الجملة لا محل لها لأنها تعليل لما تقدم لأن ما قبلها أنبأ بظهور جنونهم بحيث لا يخفى على أحد، و{إن} واسمها و{هو} مبتدأ و{أعلم} خبر والجملة خبر {إن}، ولك أن تعرب {هو} ضمير فصل و{أعلم} خبر و{بمن} متعلقان بـ: {أعلم} وجملة {ضلّ} صلة و{عن سبيله} متعلقان بـ: {ضل} و{هو} مبتدأ و{أعلم} خبر و{بالمهتدين} متعلقان بـ: {أعلم}.